الأغذية الصحية الحقيقية ليس بالضرورة أن نجعلها وظيفية لكي تناسبنا
كاتب الموضوع
رسالة
ANOUAR Admin الــمديـــــــر الـــعـام
عدد الرسائل : 670 العمر : 39 البلد : متليلي الشعانبة العمل/الترفيه : Graphic Designer الــــهوايـــــــــة المفــــضلة : creation Graphic تاريخ التسجيل : 10/06/2008
موضوع: الأغذية الصحية الحقيقية ليس بالضرورة أن نجعلها وظيفية لكي تناسبنا الجمعة أكتوبر 10, 2008 9:10 pm
الأغذية الصحية الحقيقية ليس بالضرورة أن نجعلها وظيفية لكي تناسبنا ..ا
الأغذية الصحية الحقيقية ليس بالضرورة أن نجعلها وظيفية لكي تكون مناسبة فهذا يتم دون تدخل من جانبنا
يقول ماريون نيسيل( أستاذ علوم التغذية ودراسات الأغذية والصحة العامة بجامعة نيويورك، وهو مؤلف كتاب "سياسات الغذاء" وكتاب "الغذاء الآمن"، ومؤخراً كتاب "ماذا ينبغي علينا أن نأكل)".
.تقع المعكرونة "ذات المستوي المنخفض من الكربوهيدرات (المواد النشوية)" في فئة من الأغذية الصحية التي تُعرَف بين أهل المهنية ب "أهون الشرور" - الأطعمة التي تحتوي علي قدر أقل من السعرات الحرارية، أو الدهون، أو الزيوت المهدرجة، أو السكريات، أو الملح، أو النشويات.
الآن أصبحت هناك صناعة كاملة تطرح مثل هذه المنتجات في الأسواق، علاوة علي الأغذية الصحية المصنفة تحت بند "الطبيعية"، و"العضوية"، و"الوظيفية". ولكن هل هذه الأغذية أفضل للإنسان حقاً
في الولايات المتحدة وضعت وزارة الزراعة تعريفاً محدداً لمصطلح "الأغذية عضوية". أما مصطلح "الأغذية طبيعية" فهو يعني كل ما يقول منتجو هذا النوع من الأغذية أنه يعنيه. ويعني مصطلح "الأغذية الوظيفية" - أو "الأغذية التقنية" تلك الأغذية التي يضيف إليها منتجوها زيوت أوميغا - 3، والمُحلِّيات الاصطناعية، والنشويات غير المهضومة، ومخفضات الكولسترول، وبروتينات الصويا أو مصل اللبن، والمركبات الكيميائية النباتية، والمقومات الأخري اللازمة لتمكينهم من استغلال المزاعم الصحية "المشروطة" المسموح بها لهم من قِبَل إدارة الغذاء والعقاقير.
سجلت الأغذية من فئة "أهون الشرور" والأغذية الوظيفية أرقام مبيعات طيبة أثناء الأعوام الأخيرة، حيث بلغت مبيعاتها في الولايات المتحدة وحدها 85 مليار دولار أمريكي في العام 2004.
وإن كنت ممن يشترون مثل هذه الأغذية بانتظام فأنت من بين أفراد القاعدة الديموغرافية التي تقوم عليها صناعة الأغذية الصحية. فأنت تشتري المنتجات ذات المحتوي المنخفض من النشويات، وقوالب الطاقة والتغذية، والأغذية والمشروبات المعززة بالفيتامينات والمعادن، والأطعمة المصنوعة من فول الصويا، أو من الناحية العملية، كل منتج يزعم صانعه أنه صحي.
كنت أتصور، كما يتصور العديد من الناس، أن بعض الشركات المبدعة الصغيرة تهيمن علي صناعة الأغذية الوظيفية. لكن الحقيقة أن شركة "بيبسي كو" تمتلك 25% من حصة السوق من المنتجات مثل حبوب "كواكر" وعصائر "تروبيكانا" المقواة، والتي تندرج تحت بند الأغذية الصحية الحاصلة علي موافقة إدارة الأغذية والعقاقير. كما تمتلك شركات مثل "كوكاكولا" و"جنرال ميلز" و"كيلوغ" و"كرافت" و"نستلة" و"مجموعة دانون" حصص في السوق تتراوح ما بين 4% إلي 7%.
والحقيقة أن سيطرة مثل هذه الشركات علي هذه السوق أمر منطقي إذا ما فكرت فيما تبيعه هذه الشركات من منتجات. ذلك أن أكثر الأغذية الوظيفية شعبية تباع في هيئة مشروبات خفيفة، ومشروبات رياضية، وحبوب الإفطار، ووجبات خفيفة، وقوالب الطاقة، وعصائر. ويزعم أكثر من ثلاثة أرباع منتجي حبوب الإفطار إضافة مواد إلي حبوب الإفطار تجعل منها "أغذية وظيفية".
فضلاً عن ذلك، وكما كتبت نانسي تشايلدز، أستاذة العلوم التجارية، في "جريدة صناعات التغذية" في العام 2004، فإن الأغذية الوظيفية التي تعالج البدانة، علي سبيل المثال، تعود علي منتجيها بفائدة مزدوجة: التأهل للقبول تحت بند الأغذية الصحية، والاندراج تحت فئة علاجات الأمراض طبقاً لبرنامج "ميديكير" Medicare التابع لإدارة الضمان الاجتماعي.
كما أنها توفر "التوازن لمنتجات شركات الأغذية، وبالتالي تحد من المسئولية القانونية الشركاتية" وفي هذا إشارة إلي الدعاوي القضائية المحتملة ضد الشركات التي قد تتسبب منتجاتها في السمنة أو ضعف الصحة.
بيد أن العديد من هذه المنتجات في الأساس عبارة عن مياه محلاة أو أطعمة محلاة، والتي قد تكون أيضاً في هيئة كعكات محلاة، مع إضافة أو إزالة بعض المقومات، بحيث تتناسب مع مطالب مستهلكي الأغذية الصحية، الذين قد لا يشترون هذه المنتجات لولا ذلك.
ولقد أثبت أحد المختبرات الخاصة، "كونسيومر لاب دوت كوم"، أن الغالبية العظمي من منتجات "المياه المعززة بالفيتامينات" التي اختبرها لا تحتوي علي العناصر التي يزعم منتجيها أنها تحتوي عليها، وبعض هذه المنتجات كانت تحتوي علي 20% إلي 50% من الكميات المذكورة عليها من العناصر المغذية.
وعلي نحو مماثل، وجد المختبر أن نصف الدهون في أغلب قوالب الطاقة والتي تبلغ مبيعاتها ملياري دولار سنوياً هي في الحقيقة دهون مشبعة، بل ويحتوي بعضها أيضاً علي زيوت مهدرجة. والعديد من المنتجات التي يفترض أنها تحتوي علي مقادير منخفضة من النشويات تغالط في حساب "المقادير الصافية".
وبعض المنتجات لا تكشف عن وجود الكحوليات السكرية ضمن مقوماتها، وبعض المنتجات يحتوي علي مقادير ضخمة من تلك الإضافات التي يكاد يكون من المؤكد أنها ذات تأثيرات مسهلة للأمعاء أو مسببة للغازات. وهناك منتجات أخري معززة بكميات ضخمة من فيتامين "أ" وفيتامين "د" اللذين لا ينصح مختبر "كونسيومر لاب" بإعطائهما للأطفال الصغار.
حتي لو لم أكن قد اطلعت علي هذه النتائج والتحذيرات فما كنت لأتناول منتجات الطاقة هذه، والتي تحمل مذاقاً "رملياً أو طباشيرياً أو كيميائياً"، طبقاً لمجلة "كونسيومر ريبورتس".
حين أسأل أحد الأصدقاء أو الزملاء لماذا تشتري قوالب الطاقة هذه فإنه يجيبني قائلاً: "لأني أعلم أنها صحية، ولا أهتم كثيراً بمذاقها". حسناً، أنا أهتم بالمذاق. ولا أستطيع أن أفهم الغرض من تناول مواد نشوية مكملة بفيتامينات وألياف غير قابلة للهضم ومنكهة بمحليات اصطناعية. فإذا ما رأيت أنني أحتاج إلي المزيد من الفيتامينات فأنا أفضل تناول المكملات الدوائية متعددة الفيتامينات. وإذا احتجت إلي مائة سعر حراري أو ما إلي ذلك بصورة عاجلة، فأنا أفضل تناول موزة، أو حفنة من البندق، أو قالب حلوي لذيذ المذاق.
لا أقصد بهذا الانتقاص من قيمة بعض منتجات "أهون الشرور" مثل الحليب واللبن القليل الدسم علي سبيل المثال. بيد أن أغلب الأغذية التي تقدم إلينا باعتبارها "أغذية صحية" تثير نفس التساؤل المطروح بشأن الحلوي المكملة بالفيتامينات: هل حقاً يصبح الطعام أفضل بالنسبة للمستهلك بإضافة الفيتامينات إليه إن الأغذية الصحية الحقيقية ليس بالضرورة أن نجعلها وظيفية لكي تكون مناسبة لك، فهي في واقع الأمر وظيفية دون تدخل من جانبنا.
الأغذية الصحية الحقيقية ليس بالضرورة أن نجعلها وظيفية لكي تناسبنا