هذه القصيدة من اجمل ما قيل في رثاء المدن و المماليك ,قالها ابو بقاء الرندي اثر سقوط الاندلس وقف بها باكيا متحسرا
في ثلاث الابيات الاولى
|
لِكُلِّ شَيءٍ إذا ما تمَّ نُقصَانُ .......... فلا يغرُّ بطِيب العَيشِ إنسانُ هيَ الأمورُ كما شاهدتُها دُولٌ .......... من سره زمنٌ ساءتهُ أزمانُ وَهَذِهِ الدَّارُ لا تبقِي على أحدٍ .......... ولا يدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شانُ
|
يصف حقيقة الدنيا في حكمة غاية في الروعة ,هذه الدنيا التى لاتبقى على احد و لا يدوم فيها حال لاحد فما اعتقادنا باكتمال شيئ الا نقصان فيه ظاهر
ثم يحاول توضيح فكرته بذكر الامم البائدة و المماليك الزائلة
أين المُلُوكُ ذوي التُيجانِ مِن يمنٍ .......... وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
وأين ما شادهُ شدادُ في إرمٍ .......... وأين ما ساسهُ في الفُرسِ ساسانُ
وأين ما حازه قارون من نهبٍ .......... وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
أتى على الكل أمرٍ لا مرد لهُ .......... حتى قضوا فكأن القوم ما كانُوا
وصار ما كان من ملك و من ملكٍ .......... كما حكى عن خيال الطيف وسنانُفيتساءل عن ملك شداد في ارم و عن ملك ساسان في فارسو قارون و ما نهب و عاد و قحطان قيجد الحقيقة صارخة اذا انهم كلهم قضوا و ماتوا و هذا امر لا مرد منه على احد واضحوا قصصا تحكى كما يحكى عن خيال او طيف عابر
فجائع الدهر أنواعٌ منوعةٌ .......... وللزمان مسراتٌ وأحزانُ
وللحوادث سلوانُ يسهلها .......... وما لما حل بالإسلام سلوانُ
وكل كسر لعل الله يجبره .......... وما لكسر قناة الدين جبران
هي الجزيرة أمرٌ لا عزاء لهُ .......... هوى له أحدٌ وانهد شهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتُ .......... حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُو يخلص الى ان كل فجائع الدهر يرجى لها شفاء و سلوان و ان كل كسر عسى الله ان يجبره الا فجيعة في الدين و انا ما اصاب الجزيرة جزيرة الاندلس انما هو عين و ماهو الا امر لا عزاء فيه بعد ان تشتت الى اقطار و بلدان فاسأل بلنسية ما شأن مُرسية .......... وأين شاطبة أم أين جيانُ
وأين قرطبةُ دار العلوم فكم .......... من عالم قد سما فيها له شانُ
وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ .......... ونهرها العذب فياض وملآنُ
قواعد كن أركان البلاد فما .......... عسى البقاء إذا لم تبق أركانُيبدأ في بكاء هذه المدن و الاقطار مدينة مدينة يتساءل اين بلنسية و مرسية و اين الشاطبة و جيان ثم اين قرطبة دار العلوم و اين حمص و كلها مدن اندلسية و قد كانت قواعد البلاد و اركانها